

عين البنية .. وبداية المسيرة
الباقة الحمراء من زهور الفتوة والفداء هم الطلائع من أفواج المقاومة اللبنانية "أمل"

القسم الثاني .. صور
١٥٠ الف ينشدون معه في مهرجان صور: نقسم أن لا نوفر جهدًا لإحقاق الحق وإبطال الباطل

القسم الأول .. بعلبك
“أقسمُ بالله العظيم، والإسلامِ الحنيف، ولبنانَ العظيم، أن لا أهدأَ ما دامَ في لبنانَ محرومٌ واحد
تأسيس حركة اللبناني نحو الأفضل
في خطاب الإمام الصدر في اجتماع لاحق مع موقعي البيان:
بناء لدعوة من الإمام الصدر اجتمع بتاريخ 17/12/1974 في مركز المجلس الإسلامي الشيعي مئة وتسعون مثقفا ومفكرا من مختلف الطوائف اللبنانية وهم الذين سبق أن وقعوا بيان التأييد لحركة الإمام الصدر. وفي اللقاء، استمعوا إلى بيان الإمام في شرح أسباب إنشاء الحركة وأهدافها قائلا:
“قال البعض علينا أن نتنبه نحن معشر المثقفين إلى أنه لا يحق لنا مصادرة حركة الإمام موسى الصدر، بل يجب أن نترك لها الحرية. وقال آخرون: هل تريد حركة موسى الصدر أن تصادر المثقفين؟ ولذلك وضعت في البيان كلمة التفاعل بين الحركة والمثقفين، وأكدت أنا شخصيا على ضرورة التعاون بين الطرفين: بين الحركة ورجال الثقافة والأدب والفكر، على ضرورة التعاون في الرؤيا والتخطيط وحتى في التفاصيل. هذا… موضع قبولي التام، وأتحمل مسؤوليته عن الحركة، وأتحمل مسؤولية وضع القيادة في تصرفكم لتشاركوا قيادة الحركة في التنفيذ والتفاصيل، وذلك بشرط واحد، هو أن المطلوب من موقعي البيان أن يعايشوا حركة المحرومين بدقة، ويتحسسوا مشاكلهم وآلامهم بوضوح، عندئذ يصبحون من صميم الحركة وأصحابها…”. وأكد الإمام أنه: “ليس في دوافع هذه الحركة ولا في أبعادها شيء من الطائفية إلا في تحمل المسؤوليات وتقديـم الخدمات حتى التضحية”. وختم: “فلنتفق على حجر واحد هو الأساس في بناء لبنان الاجتماعي ولبنان المستقبل”.
وقد أظهر الإمام الصدر في الكلمة التي ألقاها في المؤتمر التأسيسي الأول لحركة أمل، أن امتداد الجسور إلى الموارنة المثقفين والمسيحيين بشكل عام أعطى ثماره: بيان صدر عن مئة وتسعين مثقفا، وتشكيل الأمانة العامة للفكر الملتزم في خدمة المحرومين، ومشاركة مثقفين كبار من مختلف الطوائف في هذه التشكيلة، وبداية العمل المشترك والمحاضرات في أندية كسروان والمتن الشمالي وجبيل… وغير ذلك لتحذير الرأي العام المسيحي، لأن حركة المحرومين ليست حركة طائفية ولا تقصد بذلك إذلالا للمسيحيين ولا أخذ حقهم.
أعلنت مئة وتسعون شخصية تعاطفها مع حركة الإمام الصدر التي أطلقها في 17 آذار 1974، وقد دعت هذه الشخصيات السلطة إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه هذه الحركة، وكانت هذه الشخصيات قد عقدت اجتماعاتها في بيروت بتاريخ 4 و5 و6/11/1974، ووضعت أُسسا ومبادئ تم الاتفاق عليها، ووُزعت بشكل بيان وقعه كافة الشخصيات.
اجتمعت الهيئة العامة للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في الحازمية بتاريخ 29/3/1975، حيث جرى تعديل بعض مواد النظام الداخلي لتستمر ولاية رئيس المجلس حتى 65 من العمر، ويطبق هذا النص على الرئيس الحالي. وتم التصويت على التعديل ومددت ولاية الامام لرئاسة المجلس.
عاهد الامام الحضور على السير في تحقيق أهدافهم، ثم تحدث مبينا أن هنالك مسعى للسلطات الحاكمة لوضع نهاية لموسى الصدر وإنهاء حركته، وأن السلاح الأخطر الذي وضعه المستعمر في لبنان، هو في قلب الوطن، وأن من يستخدمه هم المستغلون الذين لهم مصلحة في تحويل كل الأزمات إلى الأزمة الطائفية. وحذر الإمام من السكوت عن مطالب المحرومين، ومن التفاوت الاجتماعي الخطير. ولمواجهة هذه المشكلة، أعلن أنه تم وضع الخطوات التالية:
1- السعي لإطفاء النيران التي تلتهب هنا وهناك… لا سيما في أعقاب حوادث صيدا.
2- وضع ميثاق لحركة المحرومين يحدد أبعادها وتطلعاتها.
3- السعي لإيجاد جبهة وطنية مؤلفة من كافة القوى… ووضع ميثاق للعمل على تصحيح الأوضاع الاجتماعية وتطويق محاولات التشويه.
واختتم اللقاء بإعلان ميثاق حركة المحرومين.
مؤتمر المثقفين .. وبيان دعم مطالب الإمام السيد موسى الصدر
نصّ البيان
الحركة التي يقودها الإمام السيد موسى الصدر، الشيعية بمظهرها وبقاعدتها الشعبية الفاعلة، إنما هي حركة شعبية لبنانية ذات أبعاد وطنية عامة، تتجلى هذه الأبعاد:
– أولا: هذه الحركة تؤكد أن في تطور الحياة اللبنانية عمق المسألة الاجتماعية وما تقتضيه من ضرورات الانماء الشامل للبنان، وبخاصة المناطق التي يسكنها فقراؤه وعماله والمحرومون من أبنائه بصورة عامة مهما تميزت معتقداتهم وتباينت انتماءاتهم.
– ثانيا: في أنها تتطابق مع الرغبة العامة عند مختلف الفئات اللبنانية في التغيير وفي الانتقال بلبنان والشعب اللبناني إلى مستوى الدولة والمواطنية الحقيقية الذي يدعم سيادة لبنان وفاعلية وجوده.
– ثالثا: في أن هذه الحركة تواكب القضية العربية الأولى فلسطين، وتجسد المناخ والوعي المطلوبين في مجابهة العدو الصهيوني، خاصة في صميم الجنوب الصامد، في التهيئة لهذه المجابهة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.
– رابعا: في أنها تستند إلى قاعدة شعبية واسعة يمكن اعتبارها ظاهرة فريدة كما ونوعا بين الظواهر والتحركات الشعبية في تاريخ لبنان الحديث.
وتكتسب هذه الحركة بعدا قياديا وطنيا خاصا يتمثل في آفاق النظر الجديد التي يفتحها الإمام موسى الصدر، وممارسات العمل الخلاق التي يدعو إليها ويعيشها.
فبقدر ما تمثل هذه الحركة منحى التغيير للقضاء على التخلف، وبقدر ما تشكل أملا للنهوض بالمواطن معبرة عن ضمير لبنان ووجدان جميع أبنائه، فإننا نحن الموقعين الذين ينتسبون إلى مختلف المناطق وينتمون إلى معتقدات متعددة، وينشطون في ميادين شتى نعلن تعاطفنا مع هذه الحركة، وتصميمنا على التفاعل الإيجابي معها، وعلى مساندتها بجميع الوسائل الديـمقراطية التي تعززها وتشارك في التعجيل بتحقيق ما تتطلع إليه.
من هنا ندعو السلطة إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه هذه الحركة وإلى المسارعة في العمل على تحقيق رسالتها، وإننا لندرك أن أخطارا كثيرة ستنجم عن تجاهلها أو إهمالها.
كما ندعو أهل الرأي واللبنانيين كافة إلى التفاعل معها، رجاء الوصول إلى إصلاح جذري يحقق ما يطمح إليه لبنان من تقدم وعدالة، وما يستحق من تطور حضاري وإنساني.
ميثاق حركة أمل:مقدمة الميثاق:
إن حركة المحرومين ليست حركة ظاهرة آنية مؤقتة، لكنها ضمير كل انسان آمن بالقوانين الصحيحة التي يجب أن تحكم العلاقات بين البشر، إنها القوانين الإلهية التي تسير في خطين متوازيين:
الخط الثابت، والجامع لقوانين الحياة وأصول حفظها كالإيمان بالله.
الخط المتطور، والمتعلق بتحقيق ضرورات الحياة وتوزيع الأدوار والمهمات على المجتمع…
إنها تنطلق من إحساس الانسان بجوعه الفكري للتكامل والذي يشكل الممون لطاقته الثورية الفاعلة مستندة إلى حكم العقل، انطلاقة الروح ومشاعر القلب.
إنها جزء من حركة الانسانية نحو أهدافها المتمثلة في العدالة والحرية والمساواة، لذا فهي الامتداد الطبيعي لحركة الأنبياء الذين دعوا لرفع ظلم الحكام والأحكام عن كاهل البشرية…
هذا الترابط العميق عبر التاريخ، يعطينا الزخم الكبير والثقة بالنصر كما انتصر الأوائل في تحقيق أهداف الانسانية، ولكن بعد الالتحام والترابط والنظر لمبادئ الله وشريعته.
“يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم/ سورة محمد – آية 7”
البعد الأول – الإيمان بالله:
إن حركة المحرومين تنطلق من الإيمان بالله بمعناه الحقيقي لا بمفهومه التجريدي، فإنه الأساس لكافة نشاطاتنا الحياتية ولعلاقاتنا الإنسانية، وهو الذي يجدد عزيمتنا باستمرار وثقتنا ويزيد طموحنا ويصون سلوكنا. كما أنها تعتمد على أساس الإيمان بالإنسان، بوجوده، بحريته وكرامته. والحقيقة أن الإيمان بالإنسان هو البعد الأرضي للإيمان بالله، بعد لا يمكن فصله عن البعد السماوي والينابيع الأصيلة للأديان تؤكد ذلك بإصرار.
البعد الثاني – الثراث والأصالة:
أما تراثنا العظيم في لبنان وفي الشرق كله، الحافل بالتجارب الإنسانية الناجحة، المشرق بالبطولات والتضحيات والزاخر بالحضارات والقيم، فهو الذي يرسم الخطوط التفصيلية للطريق، ويؤكد أصالتنا ويعطي سببا واضحا لوجودنا وسندا قاطعا لمشاركتنا الحضارية. وبنفس الوقت فإن الاستفادة من التجارب في أقطار الأرض مع الاحتفاظ بالأصالة، دليل رغبتنا الأكيدة في الكمال والتقدم وقناعتنا بوحدة العائلة البشرية وتفاعلها.
البعد الثالث – الحرية ومحاربة الظلم:
إن حركة المحرومين… تؤمن بالحرية الكاملة للمواطن، وتحارب دون هوادة كافة أنواع الظلم من استبداد وإقطاع وتسلط وتصنيف المواطنين، وتعتبر أن نظام الطائفية السياسية في لبنان لم يعط ثماره، وهو الآن يمنع التطور السياسي ويجمد المؤسسات الوطنية ويصنف المواطنين ويزعزع الوحدة الوطنية.
البعد الرابع – العدالة الاجتماعية والاقتصادية:
ترفض حركة المحرومين الظلم الاقتصادي وأسبابه من احتكار واستثمار الإنسان لأخيه الإنسان، وتحول المواطن إلى المستهلك والمجتمع إلى تجمع المستهلكين، وحصر النشاطات الاقتصادية في أعمال الربا، والتحول إلى سوق للإنتاج العالمي. إن توفير الفرص لجميع المواطنين هو أبسط حقوقهم في الوطن، والعدالة الاجتماعية الشاملة هي أولى واجبات الدولة.
البعد الخامس – الوطنية والقومية:
إن حركة المحرومين هي حركة وطنية تتمسك بالسيادة الوطنية وسلامة أراضي الوطن، وتحارب الاستعمار والاعتداءات والمطامع التي يتعرض لها لبنان. وتعتبر أن التمسك بالمصالح القومية وتحرير الأرض العربية وحرية أبناء الأمة هي من صميم التزاماتها الوطنية، لا تنفصل عنها. وغني عن القول، أن صيانة لبنان الجنوبي والدفاع عن تنميته هو جوهر الوطنية وأساسها، حيث لا يمكن بقاء الوطن بدون الجنوب، ولا تصور المواطنية الحقة بدون الوفاء للجنوب.
البعد السادس – القضية الفلسطينية:
فلسطين – الأرض المقدسة – التي تعرضت ولم تزل لجميع أنواع الظلم، هي في صلب حركتنا وعقلها، وأن السعي لتحريرها أولى واجباتنا، وأن الوقوف إلى جانب شعبها وصيانة مقاومته والتلاحم معها شرف الحركة وإيمانها. سيما وأن الصهيونية تشكل الخطر الفعلي والمستقبلي على لبنان، وعلى القيم التي نؤمن بها وعلى الإنسانية جمعاء. وإنها ترى في لبنان بتعايش الطوائف فيه تحديا دائما لها ومنافسا قويا لكيانها.
البعد السابع – العدالة الإنسانية:
إن هذه الحركة لا تصنف المواطنين، ولا ترفض التعاون مع الأفراد أو الفئات الشريفة التي ترغب في بناء لبنان أفضل. إنها ليست حركة طائفية ولا عملا خيريا ولا موعظة ونصحا، ولا تهدف إلى تحقيق مكاسب فئوية، إنها حركة المحرومين جميعا. إنها تتبنى الحاجات وتنظر إلى حرمان المواطنين وتدرس الحلول وتتحرك فورا لأجلها، وتناضل إلى جانب المحرومين حتى النهاية.